نقطة الحب

سألت نفسي وأنا أراقب تراقص ضوء الشمع على لحن البرد...

وهمت قليلًا في دنيا قد لا يعرفها أي إنس...

وعلمت أن الحب هو ما كان في نفسي وكتبته على سطح ورقي...

إن الحب أراه المتراقص فوق شفاف المحبين، وأجده أيضًا نغم الجسد المتآلف بين اثنين، وهو أيضًا من يصنع أشهر النحاتين...

فيبث الحياة في نحتِه الثمين… جسد العاشقين.

وهو من يصنع أشهر الرسامين، فيحرر أنفاسهم الصمّاء إلى حياة الحب والصفاء.

إن الحب ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو معنى الإخلاص، وهو الأبدية… الحب لا يموت.

وإن افترق أحد قلبَيه، تظل جاذبيته حتى ما بعد الخلود.

فهل للقمر أن يغادر سماءه؟ أو للشمس أن تتخلى عن حرارتها؟ أو للورد أن يهجر رحيقه؟

وهل يمكن للحب أن يكره تلاميذه؟

هنا ستختلف مسلمات الزمان…

إن الحب أن تتذكر وَلِيفَك طوال وقتك، وإن حاولت نسيانه فأنت من تنسى نفسك.

وإن ذهبت للنوم كان هو بطل حلمك، وإن استيقظت فهو دائمًا بقربك.

قد تُفرق المسافة بين الأحباب، وقد يفترقون بلا ميعاد…

ولكن يبقى ما وُلد بينهم دائمًا بالاشتياق.

فكم يتفارق وبينهم طفل، فلا يتخلى الأب عن أبوّته ولا الأم عن دورها.

كذلك الحب… هو رابط الحياة… فإن افترقا فالموت يجمعهما، وحبهما يبقى لآخر الأنفاس.

أنا لا أكتب أوهامًا، فالحب كالحنين… إن عزفت أوتاره، عاش، وإن صمتت مات لحظه.

إن الحب جسد لساكنين… هو دار الإحساس وعالم الخيال.

من يصل إليه يصعب أن يتخلى عن هذا العالم ليعود لواقع البشر.

عالم الحب ليس مجرد دنيا أخرى… بل هو عالم موازي بروح أخرى.

ولكن السؤال…

هل استطعت كسر أسوار هذا الزمان؟

أم وصلت إلى نقطة الغليان… نقطة الحب؟

العودة