أحاسيس
إحساس بشع؟
أن تهديهم كل مساحات الثقة البيضاء، وتمنحهم كل الأعذار اللا معقولة، ثم تكتشف أنهم وضعوا اسمك في قائمة "الأغبياء بلا حدود"!
إحساس مزعج؟
أن تبوح بسرك لصديقك المقرّب، وتوصيه بأن يسجنه في قفص صدره، ثم تكتشف أنه بثّ سرك في قفص صدره هو!
إحساس مرهق؟
أن تختار أرضاً طيبة وتغرس فيها بذور النجاح وتسقيها بماء عينيك، فتنمو وتزهر فتُعجبك ثمارها، ثم تكتشف أن الفئران التهمت زرعك!
إحساس مرعب؟
أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك، وتنظر إلى قاع قلبك فلا ترى سوى بقايا قلب، وتتحسس جدار روحك فتجد المسافات تنزف وجعاً.
إحساس مؤلم؟
أن تعيشوا بك كالدّم، وينتفضوا بك كالدفء، وتكون لهم كالوطن، ويكونوا لك كالوطن، ثم تغادرهم... كالغريب!
إحساس مخيف جداً؟
أن تكتشف موت لسانك عند حاجتك للكلام، وموت قلبك عند حاجتك للحب، وموت بصيرتك عند حاجتك للأمل، ووجودك كالأغصان الجافة عند حاجتك لهم.
إحساس لا يوصف؟
أن تقف فوق قبر إنسان تحبه كثيراً، كان يعني لك كل شيء، ثم تحدثه، تطلب منه الطمأنينة، فقط لتتذكر أنه ما عاد "هنا".
إحساس ممل؟
أن تقرأ لكاتب لا يكتب إلا عن نفسه، وتنصت لخطيب لا يخطب إلا لنفسه، وتلتقي بصديق لا يرى عليك إلا نفسه، وتتحدث مع إنسان لا يسمع لك إلا صدى صوته.
إحساس قاسٍ؟
أن تشتاق إليهم بجنون، وتحِنّ إلى وجوههم، وأصواتهم، وذكرياتهم، ثم تشعر بأنك فقدت القدرة على العودة إليهم، كالغريب…!
إحساس مقزز؟
أن تهنئ ذئاب لحمك، وتفرش الكلاب قلبك، وتحتسي الثعالب دمك، وتكتشف أنك كنت فريسة سهلة لحيوانات بشرية!
إحساس لا يوصَف؟
أن تُقفل فيهم بيتك وبوابة أحلامك، وتطعمهم حبيبات صدقك، وتمنحهم ثقتك بلا حدود، ثم تُسْتَبدَل كأنك غبار طريق!
إحساس مؤلم للغاية؟
أن تتكثّف موت لسانك عند حاجتك للكلام، وموت نفسك عند حاجتك للحنان، ثم تكتشف أنك كنت تمنح الحياة لمن لا حياة بهم!
رجوع